4. المشروع الإجتماعي “كبارية آرت” من جهة تونس

تعدّ مدينة الكبارية واحدة من أكبر مدن ولاية تونس تضم عددا من الأحياء الشعبية كحي النور، وحي ابن سينا وحي بوحجر وغيرها. ويقول متساكنوها وأهاليها إنها منأكثر المناطق تهميشا بالنظر إلى كثافتها السكانية وانعدام المرافق والخدمات البلدية والبنى التحتية الملائمة.

إلا أنها تزخر رغم ذلك بطاقات شبابية تتوق إلى التغيير وإلى تحسين مختلف الخدمات البلدية بالمدينة وذلك عبر المشاركة والتشريك والتوعية وعبر وسائل اتصال وتواصل مبتكرة وإنتاجات ثقافية وفنية محلية تكريسا لمبدأ الحوكمة المحلية ولثقافة الديمقراطية التشاركية.

وانطلق شباب مدينة الكبارية من المشاركين في برنامج “مواطنون فاعلون” الذي عملت على تنفيذه مؤسسة الياسمين للبحث والتواصل بالشراكة مع المجلس الثقافي البريطاني في تنفيذ مشروع اجتماعي (PAS: Projet d’Action Sociale) داخل مدينتهم بهدف تنمية القيادة الاجتماعية والتنمية المحلية.

تقديم المشروع

مشروع “كبارية آرت” (Kabb’art) هو مشروع اجتماعي محوره الثقافة انطلقت في تنفيذه مجموعة من شباب مدينة الكبارية، ويستهدف الشباب المتراوحة أعمارهم بين 14 و25 عاما، سيستفيد منه بصفة مباشرة الشباب ودار الشباب ودار الثقافة والمركب الثقافي وبصفة غير مباشرة الأولياء والعائلات والناشطون المحليون والإدارات المحلية ومتساكنو منطقة الكبارية بصفة عامة.

ومن بين الشركاء الذين تمكن الشباب القائمون على تنفيذ المشروع من إيجادهم والتعاقد معهم: المعتمدية، المدارس الابتدائية، المعاهد الثانوية، جمعية “جيل ضد التهميش” دار الشباب، وبعض المحلات التجارية الخاصة.

وقد تمت كتابة هذا المشروع الاجتماعي من قبل هؤلاء الشباب أنفسهم بعد أن تلقوا دورتين تكوينيتين خلال الفترة المتراوحة بين أواخر شهر ديسمبر 2016 وغرة مارس 2017، عملوا خلالهما بإشراف مدربين ومختصين وخبراء في مجالات الحوكمة المحلية والتخطيط العمراني رافقوا هؤلاء الشباب لا سيما خلال كتابة مشروعهم حتى يضمنوا أن تضاغ المشاريع وفق الطرق العلمية والموضوعية الكفيلة بتحقيق النجاح لها خلال فترة التنفيذ.

سياق المشروع

ويعمل مشروع “كبارية آرت” على الحد من ظواهر التفكير السلبي ونقص الأنشطة الثقافية والانقطاع المبكر عن الدراسة وعدم الاهتمام بالمواهب وتأطيرها وانعدام الوعي بالعمل المدني والمواطني. وسيتم التعامل مع هذه الظواهر الاجتماعية السلبية والخطيرة بالرجوع إلى خبراء اجتماعيين ونفسيين والعمل مع ناشطين في مجالات الفن والسمعي البصري وخبراء في الحوكمة المحلية، إضافة إلى العمل على تثمين الجوانب العلمية لدى فئة الشباب المستهدفة وتوظيف أعمالهم وإنتاجاتهم من خلال هذا المشروع في مهرجانات محلية وجهوية ووطنية وفي تظاهرات ثقافية وفنية وفي حملات توعية وتحسيس داخل مدينة الكبارية.

المؤشرات

وتم خلال الأيام الماضية تنظيم مقاه شبابية بهدف استقطاب شباب مدينة الكبارية ممن لهم مواهب وميولات فنية للعمل معهم على إنتاجات فنية وثقافية تخدم مصلحة مدينتهم وتنمي الوعي لدى الأهالي بأهمية العمل المدني في إرساء أسس متينة للحوكمة المحلية والعمل المشترك والديمقراطية التشاركية.

وقد قام شباب مدينة الكبارية من المنخرطين في مشروع “كبارية آرت” بإنشاء صفحة على فايسبوك تحت عنوان “الفكرة” لنشر أنشطتهم والترويج لمشروعهم والتواصل مع شباب المدينة لدعوتهم وتحفيزهم على المشاركة في أشغال المشروع الاجتماعي إسهاما في تطوير نسبة الوعي بالعمل المواطني والجماعي والمشترك.

وقد عمل القائمون على مشروع “كبارية آرت” خلال فترات التحضير للمشروع وكتابته على التفكير في ضمان ديمومته وعدم الاقتصار على فترة تنفيذه (شهر ونصف)، إضافة إلى إيجاد شركاء محليين لتوفير الدعم المادي والمعنوي واللوجستي. ويعمل هؤلاء الشباب في الوقت الراهن على التواصل مع بعض وسائل الإعلام لا سيما المسموعة حتى يتم التعريف أكثر بالمشروع وبالمواهب الشابة التي سيتم اكتشافها خلال فعاليات المشروع من داخل مدينة الكبارية.

وللتذكير فإن برنامج “مواطنون فاعلون” هو برنامج يهدف إلى تكوين 300 شاب وشابة من جهات تونس الكبرى وجهتي بنزرت ومدنين في المواطنة الفاعلة والقيادة الاجتماعية للحوار بين الثقافات والتنمية المحلية. ويأتي هذا البرنامج كمرحلة ثانية لمشروع “شباب فاعل” (Youth Act) وهو من تنفيذ مؤسسة الياسمين للبحث والتواصل بالشراكة مع المجلس الثقافي البريطاني.

وبعد أن تمت كتابة عدد من المشاريع الاجتماعية تم عرضها على المدربين خلال الأسابيع الأخيرة من الدورات التدريبية، وقع الاختيار على مجموعة من المشاريع لتنفيذها داخل أحياء ومناطق من تونس الكبرى وبنزرت ومدنين، من بينها مشروع “كبارية آرت” (Kabb’art)، وفي ما يلي تقديم وعرض للمشروع وأهدافه وتفاصيله المختلفة.